الجزء 3 من رواية احببتك اولا

الجزء 3 من رواية احببتك اولا


فتحت عيناي بصعوبة ، رأسي يؤلمني و لا أشعر بوجهي ، رفعتُ يدي إلى رأسي لأجده ملفوفا بالضماد .


ما الذي حدث؟؟ أين أنا؟؟


رفعت نفسي بصعوبة لأجلس . خَفَضتُ نظري إلى معصمي ، هو أيضا مضمد ، وضعتُ رجلاي على الأرض و وقفت لكنني سقطتُ فوقا ، يبدو أنني أصبت كاحلي أيضا


تمسكت في السرير و نهظت لكنني تجمدت فورا عندما رأيت صورته على المنضدة بجانب السرير


بدأت بتذكر كل شيء ، أبي ، جوليانا و أخيرا وقوعي بين يديه . وجدت بجانب تلك الصورة كأس ماء وحبة لا أدري ما دورها . وجدت أيضا رسالة بها


*أبقي حتى أرجع من العمل . لا تذهبي أرجوك*






لا أصدق هاذا ، من بين كل الناس كان يجب علي الذهاب إليه هو .

جمعت قواي ، حملت حقيبتي و أخرجتُ هاتفي لأرى العديد من المكالمات من أبي ، جوليانا ، بلاك ، سام و أليكس بكل بساطة الكل كان يتصل ، إبتسمت بسخرية على حالي . إن ذهبت من هنا إلى أين سأتوجه .

لا أستطيع البقاء في منزله بالتأكيد . خرجت بسرعة من غرفته و ما هي إلا دقائق حتى أصبحت خارج المنزل بأكمله . كتبت له رسالة أشكره فيها كثيرا . فبعد كل شيء هو أسعفني و لم يتركني مرمية في الشارع .

جلست في حديقة قريبة بعد معاناة كبيرة مع كاحلي ، أول ما أريد فعله هو الأكل ، أنا جائعة . لن أرجع للمنزل و لا لمنزله ، أنا لدي مال كاف لأشتري شقة ، فقد كنت أعمل لسنتين و براتب محترم و لأنني كنت أعيش مع أبي لم أنفق شيئا منه .

أفضل ما سأفعله هو الإتصال ببلاك ، أخدت هاتفي و إتصلت به

"ويلونا و اللعنة أين أنتي؟؟" قالها بسرعة ما إن أجاب على الهاتف

"بلاك أريدك أن تهدأ و تستمع إلي" قلت بهدوء

"أين أنتي؟؟ هل أنت بخير؟؟ ماذا حدث؟؟ أين كنتي ؟؟ عند من؟؟"

أسئلته هطلت على رأسي ، كيف أقول له أنني كنت عنده

"فقد إهدأ ، قضيت الليلة عند صديق لي . هل بجانبك أحد ما؟؟" 

"أجل بجانبي الكل"


"إسمعني لا تخبر أحدا أين أنا ، قل لهم أنني لم أخبرك" قلت له بسرعة

"أنتي بالفعل لم تخبريني " قال باستهزاء

"لكنني سأقول لك ، هل والدي بجانبك ؟؟ هل سأل عني ؟؟"

"أجل ، هو هنا أيضا ، قال أنكي لم تعودي منذ البارحة"

ضحكت باستهزاء
"هاذا ما قاله؟؟ إنه حقير بالفعل . المهم فلنلتقي في مقهى الزهور و لا تقل لهم أي شيء بلاك انا أترجاك"

"حسنا ، لا تقلقي فقط كوني بخير" قال بقلق

"سأكون ، إلى اللقاء"

أقفلت الخط و تنهدت ، طبعا أبي سيكذب هاذا واضح . علي فعل شيء بخصوص هاذا

نهظت مجددا و أخدت سيارة أجرة إلى المقهى

دخلت إلى المقهى و عيناي تبحثان عن بلاك . فوجئت بشخص يحتضنني من الوراء

"ويلونا" نطق بهمس

"أنا أسفة على إخافتك " قلت بندم

إنسحب من عناقي ، إستدرت إليه ليشهق بقوة

"ما الذي حصل؟؟ من الذي فعل هاذا بكي؟؟" سألني بقلق بينما يده على وجهي

"فلنجلس أولا ، كاحلي يؤلمني"

جلسنا على الطاولة ، لأسرد له كل شيء بالتفصيل

"و اللعنة ، كنت أعلم أنه فعل شيئا لكي ، ذاك السافل عليه أن يسجن" قال بغضب عارم حتى أن الكل أصبح ينظر إلينا

"علي أن أجد مكانا أولا ، ثم أرى ماذا سأفعله مع والدي"

"أين بقيتي البارحة؟؟"

هاذا هو السؤال الذي لم أرد سماعه

"مممم ، مع .................هاري ، أجل عند هاري" قلت بتعلثم

"الذي يعمل معك؟؟"

"أجل ، هو "

"لماذا لم تأتي لمنزلنا؟؟" سألني مجددا

"هل أنت مجنون ؟؟ ذاك هو أول مكان سيبحث عني فيه "

"اه ، أنتي محقة . لا بأس لدي شقة بعيدة عن المدينة  أبقى فيها أنا و لوي عندما نتأخر في العمل فالشركة التي نعمل بها بعيدة قليلا عن المدينة ، إبقي فيها حتى أشتري لكي شقة"  
"شكرا لك ، لكنني حقا لا أستطيع أن أبقى هناك سأبقى في فندق "


"ما الذي تقولينه ، لن أدعك تبقين في فندق لعين. الشقة نادرا ما نستعملها إذا لماذا ستبقين في فندق"


"بلاك ، أنا..." قاطعني بسرعة


"لا ، إنتهى النقاش . فلنذهب" قال بجدية و سحب يدي بقوة ،لا زلت حتى لم أكل الإفطار



بعد مسافة طويلة بحق ، وصلنا إلى بناية تبدو جميلة ، صعدنا إلى المصعد بعد دخولنا .


أخرج بلاك مفاتيح من تحت السجادة المتواجدة أمام شقة في الطابق الرابع .


دخلت ببطء من وراءه . الشقة حقا جميلة بها صالة جلوس متوسطة ، مطبخ مفتوح و على ما يبدو غرفتان . جلست على الأريكة بتعب


"بلاك . انا جائعة" قلت بصراخ


"و اللعنة أنا بجانبك لماذا تصرخين" قالها و يده على أذنه


"لأنني جائعة كثيييييييرا" قلت بطفولية


"حسنا ، سأحضر شيئا لتحشريه في فمك"


بدأت أنظر إليه بغرابة . بدأ ينظر إلي ثم إنفجر بالضحك


"اللعنة يا فتاة عقلك متسخ" قالها بين ضحكاته


"م-من .... قال ل-لك أنني . فكرت في شيء ....كهذا" قلت بتعلثم


"حسنا ، حسنا سأتظاهر أنني صدقتُك"


تبعته إلى المطبخ ، فتح الثلاجة و أخرج منها المكونات


"لقد قلت لي نادرا ما تستعملون الشقة ، لماذا هناك مكونات كثيرة في الثلاجة ؟؟" سألته باستغراب


"ل-لأنني ..... أقصد كان هنا..... أعني أنا كنت هنا مؤخرا لهاذا بقيت بعض الأشياء هنا" قالها بتعلثم


أومأت له بشك و إخترت أن أسكت .



"أقفلي الباب جيدا ، إصنعي العشاء ، ضمدي جراحك مجددا ، لقد إشتريت لكي ملابس ستجدينها فوق السرير ، لا تدعي النوافذ مفتوحة لكي لا تمرضي ........هل قلت لكي أن تقفلي الباب ..... لقد قلتها ، حسنا . فهمتي؟؟" قال بلاك و هذه خامس مرة يعيد قول هاذا


"يا إلاهي بلاك لقد فهمت " قلت بملل


"حسنا أنا ذاهب"


قبَّلته بعدها أقفلت الباب . أخدت حماما و أعدت تضميد معصمي و كاحلي لكن رأسي لم أضع به أي شيء



وجدت ملابسي فوق السرير ، لبستها و أخدت حقيبتي لكي أخد محفضتي . لكنني لم أجدها ، بحثت مجددا عنها لكنني لم أجدها ، أنا متأكدة أنها كانت معي تلك الليلة ، لقد أعطيت المال للسائق منها .


جلست على السرير لأتذكر ، وضعت المال في حقيبتي بعد ذالك ، هل يعقل أنني..... اللعنة 




أسقطتها في منزله عندما أخرجت هاتفي ؟؟ ماذا سأفعل الأن ؟؟ محفظتي بها أوراقي و بطاقة إئتماني و بطاقتي الشخصية


أخدت نفسا عميقا و لبست ملابسي مجددا . لا زال الوقت مبكرا ، إنها السابعة مساءا لذا لدي الوقت لأذهب إليه ، لا أريد رؤيته بعد ذالك

أخدت سيارة أجرة و ذهبت إلى منزل . وقفت أمام الباب ، مترددة جدا لكي أطرق الباب . إستجمعت شجاعتي و طرقت الباب

خفظت نظري إلى الأسفل ، رفعت نظري مجددا بعد أن سمعت الباب قد فتح لتلتقي عيناي مع عيناه

"ويلونا" سمعت صوته

"إسمع أنا أسفة على ما حدث فحقا أنت كنت أقرب شخص إلى منزلنا ، لذا إنسى ما حدث"

"إهدإي لونا ، تركت لك رسالة ، لماذا لم تبقي إلى أن أرجع؟؟" قال بصوت مبحوح . تجاهلت الإسم الذي لطالما ناداني به

"لا تتصرف كأن شيئا لم يحدث . إن أنت نسيت أنا لم أنسى ، هاذا لا يهم الأن لقد سقطت مني محفظتي في منزلك هل يمكنني أخدها؟؟" قلت باندفاع

"ألن تدخلي؟؟" سألني بهدوء

"اللعنة" لعنة تحت أنفاسي "إسمع فقط إعطني محفظتي و دعني أذهب"

"حسنا" قالها بهدوء

خرج بعد مدة و بيده محفظتي ، مد يده لي لأمسك محفظتي لكنه تعمد إمساك يدي

"توقف عن هاذا" قلت من بين أسناني

أشعر بالشفقة إتجاه نفسي لأنه رأني في تلك الحالة

"هل أذاكي والدك مجددا؟؟" سألني

"ما دخلك أنت؟؟ أترك يدي" قلت بغضب

"لا زلت أنتظر غفرانك لونا و لا زلت أنتظر رجوعك لي " قال بصدق

أعرف أنه ندم على ما فعله لكن بالنسبة لي أنا لم أعد أحبه ، صحيح أنه لا زال هناك جروح عشقه بقلبي لكن لا أستطيع

"سأقول لك شيئا إن خدعك شخص مرة فأنت مخدوع و إن خدعك مرة أخرى فأنت غبي ، و أنا لا أريد أن أصبح غيبة "

"لكنك تعلمين أنني ندمت أشد ندم ، طوال خمس سنوات و سبعة أشهر و إحدى عشر يوما منذ فراقنا لم أستطع أن أنساكي "

جررت يدي بسرعة من قبضته ، بدأت بالجري بصعوبة بسبب كاحلي

شعرت به يسحبني ليرتطم ظهري مع صدره

"فرصة واحدة أرجوك لونا" قال بترجي

"لقد فات الأوان أنا لدي حبيب الان" قلت بصراخ

أحسست بأنفاسه توقفت

"ماذا؟؟" سأل بصدمة

"أسفة .....جدا "

دفعت و إستدرت إليه

"وداعا ...........لقد أحببتك بالفعل ....زين" قلت بألم و ذهبت 


رجعت بسرعة إلى الشقة ، قلبي لا زال ينبض و بسرعة ، فتحت الباب و دخلت بهدوء . رميت حذائي على الأرض


ما فاجأني هو إلتفاف يد على عنقي و بقوة ، أشعر بنفسي إنقطع

"ا-لنج...دة" قلتها بتقطع

"من أنتي؟؟ هل أنت سارقة؟؟" نطق بحدة

مهلا ، هل هاذا صوت لوي ؟

"ل-لوي .... و اللعنة ....أنها ...أ-أنا " أخدت نفسا بصعوبة لأكمل " أ-أنا ...ويلونا"

أفلتني بسرعة لأجلس على الأرض و أمسكت عنقي بألم

إنخفض إلى مستواي و أمسك كتفي برقة

"ويلونا؟؟ ما الذي تفعلينه هنا " سألني بصدمة

"أنا...." رفعت نظري إليه لتعلق كل الكلمات بفمي ، شعره ريشي ، عيناه الزرقاء ، شفتاه المرسومة بدقة و تناسق تجعلني أنبهر من إبداع الخالق

أبعدت نظري بعد أن أدركت أنني أحدق ، وقفت مجددا و هو ساعدني على الوقوف

"أنا أسفة لوي ، لكن بلاك قال لي أنكم لا تستعملون الشقة إلا نادرا لذا بما أنك هنا أنا سأذهب " قلت بخجل

اللعنة عليك بلاك

"لا مشكلة ببقائكي ، هاذا يفسر الملابس بغرفتي"

نظرت إليه بصدمة
"غرفتك؟؟" سألته باندهاش

أومأ لي

"هل التي كنت فيها غرفتك ؟؟" سألته مجددا لأقطع الشك باليقين

"أجل ، أنا ايضا تفاجأت ، أعني لا أحد يعلم أين تقع الشقة و بالطبع بلاك لن يجلب فتيات إلى هنا"

جذبني من يدي إلى صالة الجلوس

"أجلسي حالتكي تبدو سيئة " قال بقلق

جلست و هو جلس أمامي

"إسمع أنا حقا أسفة ، لا أدري لما ذاك الغبي ...أقصد بلاك أدخلني غرفتك ، لكنني لا أستطيع البقاء في الشقة معك ، هاذا فقط خاطئ بالنسبة لي لذا أنا سأذهب "

لا أريد البقاء مع شخص أحببته لمدة خمس سنوات و إختار أختي في مكاني ، وقفت لكنه وقف أيضا و أمسك يدي . أجلسني بالقوة 
تبدين متعبة ، كما أنه الليل الأن و الشقة بعيدة عن المدينة لذا لن تذهبي" قالها بجدية و صرامة في صوته


هاذا هو لوي حتى برسائله كان يحب أن يأمرني


"إهدأ يا رجل ، اللعنة أنت حقا تحب ألقاء الأوامر" قلت بمزاح في الأخير


"و من الأفضل لكي تنفيذها " قالها بنفس النبرة


وقفت مجددا
"إسمعتي يا هاذا لقد حظيت بيوم سيء كاللعنة لذا لا تأتي و تكمل ما تركه الأخرون " إرتفع صوتي هذه المرة


وفق أمامي أيضا كان سيقول شيئا لكنه توقف و بدأ ينظر إلي بتمعن


"ما هاذا ؟؟" سأل بهمس كأنه يتكلم مع نفسه


"من الذي فعل هاذا؟؟" قال فجأة بحدة


"ماذا؟؟ من الذي فعل ماذا؟؟" سألته ببرائة


"و اللعنة ويلونا لماذا وجهك هكذا؟؟" سألني من بين أسنانه


"ليس كأنك ستصدقي على أي حال " قلت ببطء


وضع يده على ذقني و رفع وجهي


"قولي لي من الذي فعل هاذا؟؟"


زفرت الهواء و جلست بينما هو بقي واقفا و يربع يديه أمام صدره


سحبته من قميصه ليجلس


"لا تقف فوق رأسي كأنني في تحقيق"


سردت له الأمر كما سردته لبلاك ، غير أنني قلت له لا أدري ماذا قالت جوليانا لأبي حتى ضربني بتلك الطريقة
"هاذا ما حدث" قلت ببساطة


وقف غاضبا و وجهه أصبح أحمر


"لماذا كنتي تعيشين معه أصلا؟؟كنت أعرف أنه سيؤذيكي يوما ما ، منذ أن عرفتكي و هو يعاملكي بسوء و اللعنة لماذا يعاملكي هكذا ، أنا سأجن" صراخه ملأ المكان


لم أظن أنه سيغضب هكذا


"لوي إهدأ قليلا ، ما الذي يحدث لك؟؟"


"ما الذي يحدث لي ؟؟ هل تمزحين؟؟ منذ أن بدأت بمواعدتك جوليانا و أنا أرى معاملته السيئة لكِ ، عليكي إبلاغ الشرطة"


ماذا؟؟ وقفت من مكاني بسرعة و أمسكت يديه


"لا لا لوي لا أريد أبلاغ الشرطة فقط دع الأمر لي أنا سأرجع حقي على طريقتي"


"و ماذا ستفعلين؟؟" سألني بينما إقترب أكثر


هو قريب جدا مني لكنه بعيد في نفس الوقت ، أردت ترك يده التي ترتعش لكنه أمسك يدي بقوة


"ما الذي ستفعلينه ويلونا؟؟" سألني بهمس بينما وضع أنفه على خدي


ما الذي يحصل ؟؟


لم أجبه بشيء ، تركيزي كله مع حركة أنفه التي تنزل تدريجيا و ببطء قاتل نحو رقبتي


"لن تفعلي شيئا ويلونا لإيقاف ما يحدث؟؟" سألني بنفس النبرة 

"س-سأفعل" قلت بتعلثم


لا أريد التمادي في ما يحدث قد أفعل شيئا سأندم علي

أبعدت وجهي عن وجهه و دفعته بلطف لكي لا أبدو وقحة

"احم ...أنا جائعة ، هل أنت جائع؟؟" غيرت الموضوع لكن الجو لا زال مشحونا بيننا

أومأ لي بدون أن ينطق بشيء

"إذا سأحضر شيئا"

هربت من أمامه بسرعة إلى المطبخ و حضرت ما أنا محترفة فيه ، البيتزا

وضعتها أمام لوي و نظر إليها بإنبهار

"حسنا ، الان سأعترف أنا معجب بك" قالها بمرح


صعدت إلى غرفة بلاك و إرتميت على سريره بعد أن أخدت ملابسي من غرفة لوي

أشعر كأنني حقا بائسة . هل كان علي أن أعطي فرصة لزين بما أن لوي سيتزوج جوليانا و لا يبدو كأنني أستطيع إيقاف هاذا

إمتلأت عيناي بالدموع عندما تذكرت ذاك اليوم . يوم أسود في حياتي ، يوم تيقنت فيه أنني فاشلة في كل شيء ، يوم إنكسر قلبي فيه بشدة من هول المنظر الذي رأيته .

لا طالما علمت أن زين شخص جذاب و جميل و رجولي و ذكي ، كل شيء به يسحر القلب و الفؤاد

لكن ثقتي به كانت كبيرة ، ثقتي بنفسي أيضا كانت كبيرة . كنت أثق أنني جميلة و فاتنة . لم أشك يوما في قدراتي كأنثى ، إلى أن تحطم كل شيء .

فتحت الباب الذي تمنيت لو لم أفتحه بحياتي . لأرى الحقيقة العارية ،رأيت بأم عيني يداه التي كانت تلمسني على جسدها ، شفتاه التي لا طالما قالت أنها تحبني كانت تقبلها برغبة كبيرة ، في منزلي ، وسط غرفتي ، فوق سريري مع أختي .

شهدت الجدران ذاك اليوم على جريمة قتل لقلبي ، عندما إلتقت عيني بعينه لم أشعر بالألم و لا بالإنهيار فقط ..........الفراغ

كل الكلمات لم تكن ستعبر عن ما أشعر به ، حتى دموعي توقفت في مكانها

كل تلك الكلمات التي قالها لي عن أنه أسف و يحبني و لن يفعلها مجددا جعلتني أشعر بالشفقة على نفسي فحسب، على الأقل هو إعتذر لكن ماذا عنها هي حتى لم تتحرك من مكانها بينما قالت لي شيئا واحدا غيرني إلى الأبد

"مهما كان الشيء الذي لديك و تريدينه ويلونا سأخده بدون أي معاناة "

لا أدري لماذا ؟؟ لكنها تكرهني أشد الكره ، حاولت مرارا أن أكون لطيفة لكنها فقط شيطان بوجه جميل لا تستحقه أبدا

و للأسف أنا بدأت أصدق كلماتها لأنني بالفعل أخسر كل شيء لصالحها

حتى لوي الذي جاء بعد زين و ولد عاصفة جديدة داخل قلبي أخدته هي

مسحت دموعي بعنف ، لا أريد الشفقة حتى من نفسي . لدي بلاك الأن لكن ما الفائدة إن كان قلبي في مكان أخر  
حاولت منع هذه الأفكار لكن في الأخير غفيت و الدموع لا تفارقني
اشعر بشيء يمر على وجنتي بلطف ، فتحت عيناي ببطء بينما أحاول معرفت من أمامي . إبتسامة إكتسحت وجهي فور رؤيته
"صباح الخير أيها الأحمق"

"صباح الخير ويلو ، ستتأخرين عن العمل هيا" قالها بينما يسحب الغطاء من على جسدي

"يا إلاهي بلاك أنت قاتل المتعة" قلت بانزعاع

"إنهظي بسرعة سأنتظركِ أمام الغرفة " قال و خرج

دخلت إلى الحمام ، غسلت وجهي و أسناني و خرجت ، لبست الملابس التي إشتراها لي بلاك

: دخلت إلى الحمام ، غسلت وجهي و أسناني و خرجت ، لبست الملابس التي إشتراها لي بلاك          

لا بأس بذوقه

"ويلونا هل إنتهيتي؟؟" سمعت صوته من وراء الباب

"دقيقة فقط ، و على فكرة لديك بضعة أشياء لتشرحها لي" قلت بصراخ

عليه أن يفسر ما اللعنة التي فعلها البارحة

خرجت من الغرفة

"لماذا لم تقل لي أن لوي هيا أنها اللعنة المتنقلة؟؟ لقد بدوت كالغبية و الوضع كان سيئا ، كيف لك أن تترك حبيبتك مع أخوك في شقة واحدة أيها الغبي ، أنا أكرهك ل...." كنت أصرخ و أنا أتوجه إلى المطبخ لكنني توقفت كالصنم عندما رأيت لوي لا زال هنا مع بلاك و ينظر إلي

بلاك يكتم ضحكته هاذا الحقير

"صباح الخير " قلت بخجل على ما قلته سابقا

"صباح الخير" قالها بهدوء بينما يشرب قهوته

"إجلسي ويلونا فلتتناولي الإفطار" قالها بلاك بينما وجه أحمر من شدة ما يكتم ضحكته

"و اللعنة فقط إضحك ، تبدو كالبقرة التي تريد الدخول إلى الحمام" قلتها لبلاك بينما ضربته بحقيبتي

ما إن قلتها حتى إنفجر بالضحك
"ع-عليك ...أن ...تري و-وجهك ...عندما...رأيت لوي هنا ..اللعنة ويلونا كنت حقا أحتاج إلى أضحك منذ زمن"

"طفل لعين"

"سأنتظرك بالخارج" قالها و خرج بسرعة

ما اللعنة معه ؟؟

جلست بجانب لوي و أخدت قهوة سوداء بثلاث قطع سكر ، ظل لوي ينظر إلي باستغراب

"ماذا؟؟" سألته

أشار إلى كأسي

"اه ، أنا مدمنة سكر ليس بيدي " رفعت يدي باستسلام

"ستصبحين قطعة سكر" قالها بينما إبتسامة صغيرة نمت على وجهه

"السكر حلو لا بأس أن أكون مثله" رددت عليه بنفس الهدوء

"لكن الإكثار منه سيء" وضع قهوته و هذه المرة ركز نظره علي

"على الأقل إن رحلت سيبقى طعمي حلوا في عقول و قلوب الناس"

الهدوء عم على المكان فقط عيني التي تنظر إلى عينه . إبتسمت له فأنا مدركة أن الذي نقوله هو ترديد لنفس الكلمات التي كنا نتراسل بها عندما أقول له أنني أحب السكر كثيرا ، غير أن هاذا يحصل حقا و ليس رسائل فحسب

"حلوة... أنت حلوة ويلونا" قال الجملة التي دائما كان يرسلها لي عندما يريد إنهاء النقاش ، لكن هذه المرة مع إسمي في أخرها

أخفض نظره إلى الطاولة بخيبة أمل عندما لم أجبه ، إبتسم بسخرية و شرب قهوته

وقف بهدوء و إتجه إلى الثلاجة و فتحها . وقفت أمام باب الثلاجة

لا أعلم لماذا لكنني أردته أن يعرف من أنا ، لذا أخدت المخاطرة و أكملت جملته التي لا طالما أكملتها

"سكر ....أنت سكر لو" قلتها بابتسامة مشرقة

رفع نظره إلي بسرعة كأنه لم يصدق ما يسمعه بينما تجمد في مكانه . وضعت يدي على شعره بهدوء و بدأت بالتوجه إلى الخارج

 

0 comments:

Post a Comment